موقع القصص

اكتشف قصصاً ممتعة لتقرأها وتستمتع بها!

زوجتي قصيرة القامه

في يومٍ من الأيام، كنت متزوجًا، وكانت زوجتي قصيرة القامة وضعيفة البنية مقارنة بي. أما أنا، فقد كنت أتمتع بطولٍ فارعٍ وعضلاتٍ ضخمة، فقد منحني الله جسماً رياضيًا قويًا. كنت أظن أنني الأقوى، وأن قوتي تكمن في جسدي، لذلك كنت أضع لها المقالب كثيرًا.

كنت أختبئ في كل مكان، ثم أفزعها فجأة، أو أسرق دفتر يومياتها وأرفعه عاليا حتى لا تتمكن من الوصول إليه بسبب قصر قامتها. وفي بعض الأحيان كنت أزعجها أثناء مشاهدة التلفاز أو أثناء تحضير العشاء. كنت أستمتع كثيرًا بمشاهدتها وهي تحاول النيل مني ولا تستطيع. كان ذلك مصدرًا كبيرًا لسعادتي.

في البداية، كانت تتقبل تلك الأفعال الطفولية وتضحك، لكنها بدأت تشعر بالقلق تدريجيًا من تصرفاتي، وهذا ما لاحظته بعد فترة. في أحد الأيام، استيقظت باكرًا متوجهًا للعمل، فوجدتها تحضر الفطور كما العادة. ولكن اليوم كان مختلفًا. قمت بإخافتها ككل مرة، لكن هذه المرة قالت لي بنبرة خوفٍ شديدة: "هذه المرة لن تجدني عندما تعود مساءً". ظننت أنها كانت تمزح كما في كل مرة، ولكن مع عودتي في المساء، ناديتها ولم ترد.

بحثت في أرجاء المنزل عن زوجتي، ولكنني لم أتمكن من إيجادها. وعندما وصلت إلى المطبخ، وجدت ورقة معلقة مكتوبًا عليها: "اعتني بنفسك، فأنا لن أعود". لحظتها شعرت وكأن ساقي لا تحملا جسدي، وأحسست بضعفٍ شديد وبرودةٍ قاتلة في كل أنحاء جسمي. أدركت في تلك اللحظة أنني بدونها، لا شيء، وأن قوتي الحقيقية كانت منها. كنت أضعف مخلوق على وجه الأرض.

أسندت ظهري على الحائط وجلست أبكي كطفلٍ صغير فقد والدته. لم أرى دموعي تتساقط بتلك الطريقة قط. لكن فجأة، لمحت شيئًا يتحرك تحت مائدة الطعام. سمعت ضحكات خفيفة، نعم، كانت هي! كانت تختبئ هناك، فاندفعت نحوها بكل قوتي وأنا أغرق في دموعي، بينما كانت هي تضحك بشدة. وتبين لي في تلك اللحظة أن السحر قد انقلب على الساحر.

في تلك اللحظة، أدركت أنني بدون تلك الصغيرة الضعيفة، لا شيء. كنت أضعف مخلوق على وجه الأرض. 🖤