موقع القصص

اكتشف قصصاً ممتعة لتقرأها وتستمتع بها!

حكاية صاحبة الثوب الخشبي

حكاية صاحبة الثوب الخشبي
من الفولكلور الفلسطيني - في بحيرة البط (الحلقة 3 والأخيرة)
بينما كان الأمير يتسلق الشجرة لمراقبة خشيشبان، سقط فجأة على الأرض وانكسرت ساقه. حمله الخدم إلى القصر، وجاء السلطان الأب بطبيب لمعالجته، فجبَر ساقه وأعطاه دواءً ثم أوصاه بأن ينام على ظهره ولا يتحرك لمدة شهر.
كانت الأم تبكي عليه، فقال لها الأمير: "كفي عن البكاء، سأكون أحسن حالاً إذا طلبت من الخادمة خشيشبان أن تطبخ لي شوربة بالأعشاب من الغابة وتأتي لي بصحفة!" مسحت الأم دموعها وقالت: "حسناً"، ثم نادت على خشيشبان وطلبت منها أن تترك البط وتطبخ شوربة للأمير. شعرت غسق بأنها قد تم كشف أمرها، ولكن الملكة نظرت إليها بنظرة شديدة، فلم تجد بدّاً من الإذعان. جمعت بعض الجذور وطبختها، وكان من القدر رائحة فواحة ملأت القاعة. حملت الصحفة وصعدت الدرج، وكان قلبها ينبض بسرعة خوفاً من أن يُكشف أمرها. وعندما وصلت أمام باب غرفة الأمير، وقفت لتجمع شجاعتها ثم دخلت. وضعت الصحفة على الطاولة بسرعة وأرادت الخروج، لكن الأمير أمسك بيدها وقال: "لا تخافي، أنا أعلم من أنت، أحببتك من النظرة الأولى، ولست بحاجة إلى ثوب الخشب. أنتِ تشبهين شجرة بلوط، وربما جاءت الطيور وبنت عشا في رأسك."
ضحكت غسق بسعادة وقالت له: "تناول شوربتك، وسأحضر لك منها كل يوم حتى تشفى ساقك." ثم ادعى الأمير أن يده أيضًا تؤلمه، فاضطرت غسق لإطعامه بنفسها، وبدأت تحكي له عن قصتها ولماذا تلبس ذلك الثوب العجيب وتتخفى عن الأنظار. فأجابها الأمير: "من اليوم، ستعيشين في القصر، وسأرسل الصيادين والكلاب للتخلص من الغول نتشان، وسأحضر لك حاجيات أمك التي تركتها في الغابة. أما الآن، ستقودك الجواري للحمام، ويحضرن لك فستاناً من الحرير."
في المساء، نهض الأمير وهو يشعر بالنشاط وقد اختفت الأوجاع في ساقه. لبس ثيابه وتعطر، ثم أخذ يعرج وهو يبحث عن غسق حتى وجدها جالسة مع الجواري وهم يجملونها. فلما رآها، تعجب من شدة جمالها وأخذ بيدها ونزل الدرج الطويل دون أن يرفع نظره عنها.
عندما وصلوا إلى صالة القصر الواسعة حيث تعزف الموسيقى، التفت الحضور إلى الأمير وابتسموا لتحسن حالته. ولكن الملكة تساءلت: "من أين أتت تلك الفتاة الجميلة التي برفقة ولدي؟" فأجابها الأمير وأخبرها بالقصة، فضحكت وقالت: "سأزوجك من خشيشبان، وهكذا تتوقف عن التسلق في الأشجار واختلاس النظر للبنات."
وعندما شفيت ساقه، تم الاحتفال بعزائه في عرس ضخم لم يشهد مثله الزمان. استدعت الملكة والدها ولكنها منعت حضوره مع زوجته. وفي الوقت نفسه، قتل جنود السلطان الغول نتشان وأحضروا حاجيات أم غسق التي تركتها في الغابة.
عاشت غسق في سعادة وحبور، وأخفت ثوب الخشب، لكنها كانت تخطط لرواية قصتها العجيبة لأولادها وأحفادها.

إنتهت.