مرت ستون عامًا على زواجهما، مليئة بالحب والصدق، كانا يتبادلان الأحاديث لساعات طويلة، يضحكان معًا ويبثان بعضهما البعض الأمل، لم تكن هناك أسرار بينهما، إلا شيئًا واحدًا بقي محجوزًا في أعماق قلب الزوجة. كان هناك صندوق صغير فوق أحد الرفوف، وقد حذرته مرارًا من فتحه أو حتى السؤال عن محتوياته. ومع احترامه لرغباتها، لم يُبدِ اهتمامًا بذلك الصندوق. لكن، مع مرور الوقت واشتداد المرض على الزوجة، أصبحت أيامها معدودة وفقًا لتشخيص الطبيب. بدأ الزوج يحزم أغراضها ليحتفظ بها كذكريات، وأثناء قيامه بذلك، وقعت عينه على الصندوق. فحمله إلى جانب سريرها، وهناك، ابتسمت الزوجة في حزن وقالت له: "لا بأس، يمكنك فتحه الآن."
فتح الرجل الصندوق، ليجد بداخله قطع قماش وإبر كروشيه، وتحتها كان هناك مبلغ 75 ألف دولار. فزع الرجل وسألها: "ما هذه الأشياء؟" فأجابته الزوجة بصوت هامس: "عندما تزوجتك، أخبرتني جدتي بأن سر الزواج الناجح يكمن في تجنب الجدل. نصحتني بأنني كلما شعرت بالإحباط أو التوتر، أن أهدأ وأقوم بصنع بعض القطع من القماش باستخدام الإبر."
في تلك اللحظة، شعر الزوج بالعاطفة تغمره، وعيناه تكاد تفيض بالدموع. "هل هذا كل شيء؟ مرتين فقط خلال ستين عامًا؟" ثم تساءل بصوت مشبع بالحزن والدهشة: "وماذا عن هذه الـ 75 ألف دولار؟"
أجابته الزوجة بابتسامة باهتة: "هذا المبلغ جمعته من بيع ما صنعت من القماش طوال تلك السنوات."
أخذ الرجل نفسًا عميقًا، وفي قلبه مزيج من الحزن والامتنان. فقد فهم الآن السر الأكبر: ليس كل ابتسامة تعني سعادة، وفي بعض الأحيان، يكون خلف كل لحظة صمت أو ابتسامة، قصة من الألم والصبر.