موقع القصص

اكتشف قصصاً ممتعة لتقرأها وتستمتع بها!

قصة من الوفاء والعطاء

قصة حقيقية

كان هناك زوج وزوجة، الزوج كان يعمل ويقدم لزوجته مصروف المنزل يوميًا لمدة 13 سنة. ولكن، لم يكن الزوج راضيًا عن الطعام والشراب الذي تقدمه له زوجته مقارنةً بالمال الذي يعطيها إياه كل شهر. وكان دائمًا يلومها على ذلك، بينما كانت الزوجة تحاول إيجاد أعذار وابتكار حجج لتهدئة الأمور.

وفي يوم من الأيام، بينما كان الزوج عائدًا من عمله على دراجته النارية، صدمته سيارة، ما أدى إلى إصابته إصابة شديدة تطلبت نقله إلى المستشفى. وبعد الفحص، تبين أنه مصاب في عموده الفقري ويحتاج إلى عملية جراحية فورية، وإلا قد يصاب بالشلل الدائم. ولكن المبلغ المطلوب للعملية كان باهظًا، وهو لا يملك ما يكفي لدفعه. شعر حينها باليأس والإحباط، وكأن حياته قد انتهت.

لكن، وبعد مرور حوالي نصف ساعة، تقدم الطبيب إليه وأخبره أن العملية ستُجرى له دون أن يكون عليه القلق بشأن التكاليف. شعر الزوج بالدهشة والارتياح، ولم يفهم سبب ذلك.

أجريت العملية بنجاح، وبعد حوالي 15 يومًا من التماثل للعلاج، بدأ الزوج يشعر بتحسن كبير، وتمكن من المشي مجددًا بعد خضوعه لجلسات العلاج الطبيعي. شُفي تمامًا وكأن الحادث لم يحدث أبدًا.

لكن كان هناك سؤال واحد حير الزوج، وهو: من دفع تكاليف العملية؟

قرر الزوج الذهاب إلى المستشفى للاستفسار عن مصدر المبلغ المدفوع. وكانت المفاجأة التي لم يتوقعها!

عاد الزوج إلى منزله مسرعًا، وتوجه مباشرة إلى المطبخ، حيث أمسك بزوجته وهددها بأنه لن يتركها إذا لم تخبره عن مصدر المبلغ الذي دفعته من أجل إجراء العملية. فزع الزوجة، وصرخت قائلة: "يا أحمد، تعال هنا بسرعة!"

أسرع الابن ذو العشرين عامًا إلى المطبخ، وصُدم مما رآه. قالت الأم للابن: "قل لأبيك من أين جاء المال لدفع تكاليف العملية." قال الابن: "يا أبي، لقد كنت دائمًا غاضبًا منا على الطعام والشراب، ولم تعلم أن والدتي حفظها الله كانت توفر نصف المصروف كل شهر وتدخر البقية، وأحيانًا تدخر المصروف بالكامل."

ثم ركض الابن إلى غرفته وأحضر حصالتين كبيرتين فارغتين تمامًا، وعرض على والده ما تبقى فيهما من نقود معدودة.

"المال مالك يا أبي"، قال الابن.

تجمد الزوج في مكانه، ودمعت عيناه. سقطت الدموع على وجهه وهو يشكر زوجته على تضحيّاتها وحبها الكبير. انحنت الزوجة بدورها وهي تبكي، وقالت: "ليس لنا في الدنيا سواك بعد الله."

هكذا تكون الزوجة الصالحة التي تهتم بشؤون زوجها!

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة."

اللهم ارزقنا الزوجة الصالحة والذرية الصالحة يا أرحم الراحمين.